Dengê Kurdistan
الأخوات والأخوة الأعزاء!
لقد كان موضوع حلقة اليوم وكما نشرنا في بوست سابق : ماهي اسباب غياب الدولة الكوردية بعد اتفاقية سايكس بيكو1916؟
من السهل علينا نحن الكورد توجيه الاتهام الى طرفي اتفاقية سايكس- بيكو(بريطانيا وفرنسا) اللتيان قسمتا كوردستان للمرة الثانية بين العراق وسوريا،ولكن هذا لايعني اعفاء هاتين الدولتين من مسؤوليتهما الجسيمة أمام التاريخ والشعب الكوردي بسبب تقسيم وطنه كوردستان بين العراق وسوريا،الدولتان اللتان مارستا سياسة الإبادة الجماعية،التهجير،القتل والصهر القومي،تدمير البنى التحتية وكافة مقومات الحياة،بما فيها استخدام الغازات السامة والأسلحة الكيماوية ودفن الكورد أحياء في صحارى جنوب العراق اثناء عمليات الأنفال الرهيبة والهمجية،أو حرقهم في عامودا وسجن الحسكة المركزي.ولكن ماهي الأخطاءالقاتلة التي ارتكبتها القيادات الكوردية آنذاك؟
لقد كانوا مشتتين،متخاصمين فيما بينهم ويفتقرون الى خطاب سياسي متماسك و موحد.
ففي الوقت الذي كان الجنرال الكوردي الفذ شريف باشا يقاتل بجرآة وحنكة لامثيل لها على الجبهة الديبلوماسية في باريس،محاولا اقناع الدول العظمى في أروقة مؤتمر الصلح في العام 1919 باحقية وشرعية المطالب الكوردية في حق تقرير المصير واقامة دولة كوردية مستقلة،أسوة بالشعوب الأخرى،طعنه وجهاء بابان من اسطنبول في الظهر،رافضين اتفاقه مع الأرمن وسارعوا الى التبرئة منه بوصفه ممثلا للكورد، حيث تكررت تلك التجربة المأساوية مع الخيانة أيضا من السليمانية وبتاريخ 16.10.2017 عندما طعن الطالبانيين وحلفاؤهم القائد الكوردي الرمز مسعود بارزاني في الظهر ومعه نسبة 93%من الشعب الكوردي في اقليم كوردستان بعد عملية الاستفتاء التاريخية.
وهناك مثال بليغ آخر يدل على مدى تخلف وجهل بعض القادة الكورد آنذاك،تبعيتهم وتأثرهم بالأتراك،عندما رفضوا اقامة دولة كوردية مستقلة ،وارتضوا بفتات الموائد وكما يكتب الصحفي والكاتب الكوردي الفذ يريفان سعيد من حلبجة في مقالته بنفس العنوان:
„وإلى جانب „شريف باشا“ نذكر كذلك، „أمين على بدرخان“، أحد الشخصيات الكردية البارزة التي كان لها دور كبير في النضال من أجل الاستقلال، حيث بعث خطاباً إلى رئيس الوزراء البريطاني، حثّه فيه على المساعدة في تحقيق حلم دولة كردستان المستقلة. إلا أن الزعيم الكردي المؤثر „الشيخ عبد القادر“، رفض التوقيع على تلك الرسالة، نظراً لأنه كان يطمح إلى إنشاء دولة كردية تتمتع بالحكم الذاتي تحت لواء السلطة العثمانية“.وعلى هذا النحو تتكرر تلك الأخطاء والتجارب السلبية من قبل القادة السياسيين الكورد في القرن الواحد والعشرين ايضا مما يؤثر سلبا على مصير الملايين من الكورد.
سوف تقوم اسرة دنكي كوردستان بنشر عدة حلقات عن هذا الموضوع الحيوي والهام مع تناول الجذور التاريخية له وتحليل الأسباب الإجتماعية،السياسية،الجغرافية والدينية لهذه الظاهرة الخطيرة التي حالت دون تمتع الكورد بدولة مستقلة وذات سيادة أسوة بالشعوب الأخرى وحسب مبادئ القانون الدولي المعاصر.
ننشر أعلاه لينك حلقة اليوم حيث نتمنى لكم وقتا ممتعا معها.
اسرة دنكي كوردستان.لينز.النمسا 22.04.2018.